للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلم أصح والصواب الأول (١).

قلت (أ): واختص مسلم بفائدة: وهو أنه يجمع طرق الحديث في مكان واحد.


(أ) في هـ وص: قال المصنف.
= أبهمه القاضي عياض، كما في فهرسة أبي محمد القاسم بن القاسم التجيبي.
وقال مسلمة بن قاسم القرطبي في تاريخه: لم يصنع أحد مثل مسلم.
وقول أبي علي النيسابوري من المشارقة كما ذكره الذهبي: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.
ولكن ليس في هذه الأقوال ما يقتضي التصريح بأن كتاب أصح من كتاب البخاري، بخلاف ما يقتضيه إطلاق المصنف هنا، لأن معنى كلام ابن حزم كما في فهرسة أبي محمد القاسم التجيبي: كان أبو محمد بن حزم يفضل كتاب مسلم على كتاب البخاري لأنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث السرد. اهـ.
ومعنى قول مسلمة بن قاسم: لم يصنع أحد ... الخ. فهذا محمول على حسن الوضع وجودة الترتيب. ومقتضي كلام أبي علي نفي الأصحية من غير كتاب مسلم عليه، أما إثباتها له فلا لأن إطلاقه يحتمل أن يريد ذلك ويحتمل أن يريد المساواة. والله أعلم.
انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٣/ ب)؛ مقدمة الفتح ١١ - ١٣؛ تذكرة الحفاظ ٣/ ٩٠٢؛ فتح المغيث ١/ ٢٨؛ تدريب الراوي ١/ ٤؛ توضيح الأفكار ١/ ٤٥ - ٤٨. وفيه: إن قول القائل: ما تحت أديم السماء أعلم من فلان. يفيد عرفًا أنه أعلم الناس مطلقًا وأنه لا يساويه أحد في ذلك.
وأما في اللغة فيحتمل توجه النفي إلى الزيادة، أعني زيادة إنسان عليه في العلم، لا نفي المساوي له فيه. والحقيقة العرفية مقدمة سيما في مقام المدح والمبالغة بقوله: تحت أديم السماء.
(١) عزى ابن جماعة، هذا القول إلى الجمهور.
انظر: المنهل الروي (١/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>