للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسماء الرواة، أو أسماء آبائهم، أو كناهم، أو أنسابهم، أو بلدانهم كحديث أبي ذر، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته الحديث ... وقع لي مسلسلًا بالبلد، رويناه بإسناد كلهم دمشقيون، وأنا دمشقي. ومنها المسلسل بالفقهاء، فقيه عن فقيه. كحديث المتبايعان.

واحتاج النووي رحمه الله إلى هذا البيان, لأن ابن الصلاح لما قسم المسلسل إلى كونه صفة للرواية, وصفة للرواة أو حالة لهم، قال: ثم إن صفاتهم في ذلك وأحوالهم، أقوالًا وأفعالًا ونحو ذلك تنقسم إلى ما لا نحصيه (١)، انتهى. فقوله: أقوالًا وأفعالًا ونحو ذلك، لم يشمل المسلسل باتفاق أسماء الرواة إلخ، ولا المسلسل بالفقهاء فقيه عن فقيه.

فذكرهما النووي رحمه الله ليكون التقسيم جامعًا, فهذه الزيادات في الحقيقة تكميل للنقطة الثالثة، وليست هي نقطة مستقلة.

[٢ - المنهل الروي في علوم الحديث النبوي، لبدر بن جماعة (ت ٧٣٣)]

مشى ابن جماعة رحمه الله في بحث المسلسل (٢) مع الإِمام النووي، حذو القذة بالقذة، فذكر جميع النقاط الموجودة في مقدمة ابن الصلاح، وحذف النقطة الأولى، اكتفاء بما جاء في تعريف المسلسل - كما تقدم آنفًا في استعراض عملية النووي في هذا الباب.- وذكر الإِضافة التي زادها النووي على ابن الصلاح بدون أن يصرح بها أو يشير إليها. ولم يضف شيئًا إلى ما قالاه، وإنما كان عمله، فقط تكرارًا وتردادًا لقولهما، باختصار شديد جدًا.

[٣ - الخلاصة في أصول الحديث، للطيبي (ت ٧٤٣)]

ذكر الطيبي رحمه الله في نوع المسلسل (٣) جميع ما ذكره


(١) انظر مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٤٨.
(٢) انظر: المنهل الروي، ص ٧٢.
(٣) انظر: الخلاصة في أصول الحديث، ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>