للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الستون: تواريخ (١) الرواة والوفيات

قال سفيان الثوري رحمه الله: لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ (٢) أو كما قال.


(١) قال السخاوي: التاريخ في اللغة الإِعلام بالوقت، يقال: أرخت الكتاب وورخته أي بينت وقت كتابته.
قال الجوهري: التاريخ تعريف الوقت، والتوريخ مثله، يقال: أرخت وورخت. وفي الإِصطلاح: التعريف بالوقت التي تضبط به الأحوال في المواليد والوفيات، والصحة والعقل والبدن والرحلة. ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة من ظهور ملة وتجديد فرض وخليفة ووزير وغزوة وملحمة وحرب وفتح بلد، إذن فهو فن عظيم الوقع من الدين، قديم النفع به للمسلمين، لا يستغني عنه.
قال: وأول من أمر به عمر بن الخطاب، وذلك في سنة ست عشرة من الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة واختير لابتدائه أول سنيها بعد أن جمع المهاجرين واستشارهم فيه، لأنها فيما قيل، غير مختلف فيها بخلاف وقت كل من البعثة والولادة، وأما وقت الوفاة فهو وإن لم يختلف فيه، فالابتداء به وجعله أصلًا غير مستحسن عقلًا لتهيجه للحزن والأسف، وأيضًا فوقت الهجرة مما يتبرك به لكونه وقت استقامة ملة الإِسلام وتوالي الفتوح وترادف الوفود واستيلاء المسلمين.
واختير أن تكون السنة مفتتحة من شهورها بالمحرم لكونه شهر الله وفيه يكسى البيت ويضرب الورق، وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم.
انظر: الإِعلان بالتوبيخ، ص ٦، ٧، ٧٩؛ وفتح المغيث ٣/ ٨١ - ٢٨٠؛ والصحاح ١/ ٤١٨، مادة: أرخ.
ولقصة عمر انظر أيضًا: التاريخ الكبير ١/ ٩ - ١٠؛ والتدريب ٢/ ٥٥٣.
(٢) انظر: قول سفيان مسندًا من طريق أبي عمر الخراساني في مقدمة الكامل، ص ١٣٩؛ والإِعلان بالتوبيخ، ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>