للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلسل ما ينقطع تسلسله في وسط إسناده، وذلك نقص فيه، وهو كالمسلسل بأول حديث سمعته على ما هو الصحيح في ذلك.

هذا خلاصة ما ورد في هذا النوع من مقدمة ابن (*) الصلاح، والآن ننظر إلى مختصرات هذا الكتاب، كم استفادت من النقاط السابقة وماذا أهملت منها، وكم أضافت إليها. لتبرز للقارئ ميزة كل واحدة منها وأهميتها في باب مصطلح الحديث.

[١ - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق - صلى الله عليه وسلم -]

وهو الذي نحن بصدد خدمته، فإن هذا الكتاب (١) أحاط بجميع النقط الموجودة في مقدمة ابن الصلاح في نوع المسلسل، ولم يترك منها شيئًا، أللهم إلا النقطة الأولى فتركها في الظاهر ذكرًا، اكتفاء بما هو موجود في النقطة الثانية في تعريف المسلسل. حيث قال ابن الصلاح: هو عبارة عن تتابع رجال الإِسناد، وتواردهم فيه واحدًا بعد واحد، على صفة أو حالة واحدة. انتهى.

فإن هذا التعريف يشمل النقطة الأولى: التسلسل من نعوت الأسانيد. انتهى. لأن ابن الصلاح في تعريفه هذا للمسلسل لم يتعرض لغيره رجال الإِسناد. فلو كان التسلسل من نعوت غير الأسانيد أيضًا لذكره. وبهذا التعليل يظهر أنه لم تكن هناك حاجة لذكر النقطة الأولى، لذا أهملها النووي رحمه الله ولم يذكرها لفظًا. وهذا يدل على انتباه النووي ومحافظته على ما اشترطه في أول إرشاده.

هذا وأضاف النووي إلى النقاط المذكورة لدى ابن الصلاح نقطة ثامنة أهملها هو وصدرها حسب عادته بقلت: فقال: قلت: ومنها المسلسل باتفاق


(١) انظر الإِرشاد للنووي (٣٥/ أ/ ت).
(*) انظر: الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث، ص ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>