للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الثاني والثلاثون: معرفة غريب (١) الحديث

هو عبارة عما وقع في متون الأحاديث من الألفاظ الغامضة البعيدة من الفهم، لقلة استعمالها. وهذا فن مهم (٢) يقبح جهله بأهل العلم عامة ثم بأهل الحديث خاصة (٣) والخوض فيه ليس بالهين فليتحر (أ) خائضه. وكان (ب) السلف يتثبتون أشد تثبت في تفسير ذلك (٤). وقد أكثر (٥) العلماء من


(أ) في (ك): فليتحرى.
(ب) في (هـ): وأن السلف.
(١) قال السخاوي: هو خلاف الغريب الماضي قريبًا، فذاك يرجع إلى الانفراد من جهة الرواية، وأما هنا، فهو ما يخفي معناه من المتون لقلة استعماله ودونه، بحيث يبعد فهمه، ولا يظهر إلا بالتفتيش من كتب اللغة انتهى. فتح المغيث ٣/ ٤٢.
(٢) أي لتوقف التلفظ ببعض الألفاظ فضلًا عن فهمها عليه.
(٣) قال السخاوي: وتتأكد العناية به لمن يروي بالمعنى. فتح المغيث ٣/ ٤٢.
(٤) فقد قال الإِمام أحمد وناهيك به، حيث سئل عن حرف منه: سلوا أصحاب الغريب. فإني أكره أن أتكلم في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالظن فأخطئ.
وقال شعبة في لفظة: خذوها عن الأصمعي، فإنه أعلم بهذا منا.
انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص ٤٥؛ وفتح المغيث ٣/ ٤٧؛ والتدريب ٢/ ١٨٥.
(٥) قد استقصى أسماء هذه التصانيف ابن الأثير الجزري في مقدمة كتابه النهاية ١/ ٥ - ١٠؛ ومحقق النهاية في مقدمة التحقيق من ص ٣ - ٨؛ والسخاوي مع بيان مناهج هذه الكتب في فتح المغيث ٣/ ٤٣ - ٤٧.
قلت: وقد صنف في هذا الفن من المتأخرين الشيخ العالم الكبير المحدث اللغوي =

<<  <  ج: ص:  >  >>