للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الثاني والأربعون: معرفة المدبج (١) ورواية الأقران

وهم المتقاربون في السن (٢) والإِسناد (٢) وربما اكتفى الحاكم


(١) قال العراقي: ما المناسبة المقتضية لتسمية هذا النوع بالمدبج، لم أر من تعرض لذلك، إلا أن الظاهر أنه سمي به لحسنه، لأنه لغة: المزين قاله صاحب المحكم، والرواية كذلك إنما تقع لنكتة يعدل فيها عن العلو إلى المساواة، فيحصل للإِسناد بذلك تزيين.
قال: ويحتمل أن يكون سمى بذلك لنزول الإِسناد فيكون ذمًا، من قولهم: رجل مدبج، قبيح الوجه والهامة حكاه صاحب المحكم. ولكن استبعد العراقي هذا الاحتمال.
قال: ويحتمل أن يقال: إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة شبها بالخدين، إذ يقال لهما: الديباجتان، قاله صاحب المحكم والصحاح. قال: وهذا المعنى يتجه على ما قاله الحاكم وابن الصلاح أن المدبج مختص بالقرينين. انتهى ما قاله العراقي ملخصًا. قلت: وجزم بهذا المعنى الأخير الحافظ في النزهة فإنه قال: إذا روى الشيخ عن تلميذه صدق أن كلًا منهما يروي عن الآخر، فهل يسمى مدبجًا؟ فيه بحث. والظاهر لا، لأنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه، فيقتضي أن يكون ذلك مستويًا من الجانبين فلا يجيء فيه هذا انتهى.
انظر: التقييد والإِيضاح، ص ٣٣٤؛ المحكم لابن سيد ٧/ ٢٤٤؛ والصحاح ١/ ٣١٢، مادة دبج؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص ٢٧٨؛ ومعرفة علوم الحديث، ص ٢١؛ ونزهة النظر، ص ٦٠؛ وفتح المغيث ٣/ ١٦٠؛ والتدريب ٢/ ٢٤٧.
(٢) ظاهر كلام ابن حجر أنه لو حصلت المقاربة في السن دون الإِسناد كفى فإنه قال: فإن تشارك الراوي ومن روى عنه في أمر من الأمور المتعلقة بالرواية مثل السن واللقى، وهو الأخذ عن المشايخ، فهو النوع الذي يقال له رواية الأقران، لأنه حينئذ يكون راويًا عن قرينه. انتهى.
انظر: نزهة النظر، ص ٥٩؛ وفتح المغيث ٣/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>