للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث من أي إنسان، حتى يذكر أسماء من روى عنهم، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين أنه قال: لم يكونوا يسألون عن الإِسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى حديث أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم (١).

وحث علماء الصحابة الناس على الاحتياط في حمل الحديث عن الرواة، وألا يأخذوا إلا حديث من يوثق به دينًا وحفظًا، حتى شاعت في عرف الناس هذه القاعدة: إنما هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذونها (٢).

كما روى مثل هذا القول عن مالك وغيره (٣).

وبذلك نشأ علم ميزان الرجال "الجرح والتعديل" الذي هو قطب الرحى بالنسبة لعلوم الحديث. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع أساس هذا العلم في حياته، فقال لحفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: "إن عبد الله رجل صالح" (٤).

وهذا تعديل وتزكية لعبد الله بن عمر رضي الله عنه من الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وأما الجرح، فقد روى الخطيب بسنده عن عائشة رضي الله عنها،


(١) انظر: مقدمة صحيح مسلم مع النووي ١/ ٨٤؛ والعلل للترمذي ٥/ ٧٤٠؛ والكفاية، ص ١٢٢؛ والمنهج الحديث في علوم الحديث، ص ٢٠.
(٢) أخرج ذلك ابن أبي حاتم عن عدد من التابعين في الجرح والتعديل ٢/ ١٥؛ والكفاية، ص ١٢٣؛ والإِلماع، ص ٦٠.
(٣) انظر: الكفاية، ص ١٢٤؛ والإِلماع، ص ٦٠.
(٤) مسند الإِمام أحمد ٢/ ٥؛ وتهذيب التهذيب ٥/ ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>