للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث الغرائب، فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء (١).

وينقسم أيضًا إلى غريب متنًا وإسنادًا، وهو ما تفرد برواية متنه واحد (٢). وإلى غريب إسنادًا لا متنًا، كالحديث الذي متنه معروف عن جماعة من الصحابة إذا انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر، كان غريبًا


(١) انظر: قول الإِمام أحمد في أدب الإِملاء، ص ٥٨؛ ونحوه عنه في الكفاية، ص ١٤١ - ١٤٢.
انظر: نحو قول الإِمام أحمد عن كثير من العلماء والأئمة في الجامع ٢/ ١٠٠؛ والكفاية، ص ١٤٠ - ١٤٢؛ والمحدث الفاصل، ص ٥٦١ - ٥٦٥؛ والموازنة بين الترمذي والصحيحين، ص ١٧٩.
(٢) قد مثل الإِمام الترمذي للغريب متنًا وإسنادًا بمثالين، وهما في الحقيقة نوعان كما قال الحافظ ابن رجب:
أحدهما: أن يكون ذلك الإِسناد لا يروى به إلا ذلك الحديث، ومثاله: حديث حماد بن سلمة عن أبي العُشراء عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ فقال: لو طعنت في فخدها أجزأ عنك.
قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث تفرد به حماد بن سلمة عن أبي العشراء. ولا يعرف لأبي العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث وإن كان هذا الحديث مشهورًا عند أهل العلم، وإنما اشتهر من حديث حماد بن سلمة لا يعرف إلا من حديثه.
والثاني: أن يكون الإِسناد مشهورًا رويت به أحاديث، لكن لم تصح رواية هذا المتن إلا بهذا الإِسناد.
مثاله: حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وهبته.
فهذا الحديث لم يصح إلا من هذا الوجه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، ومن رواه عن غيره فقد وهم وغلط، كما بين ذلك الترمذي في العلل.
انظر: كتاب العلل، ص ٧٥٨؛ شرح علل الترمذي ١/ ٤١٣؛ وجامع الترمذي ٣/ ٥٢٨ - ٥٢٩؛ باب كراهية بيع الولاء وهبته (ح رقم ١٢٣٦)، وتحفة الأحوذي ٢/ ٢٣٨؛ نفس الباب، وشفاء الغلل، ص ٤٠١؛ وفتح المغيث ٣/ ٢٨؛ والموازنة بين جامع الترمذي والصحيحين، ص ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>