للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ظاهر ما اشترطه صحابيًا ولا خلاف في عده صحابيًا (١).

قلت (أ): ذكر الخطيب بإسناده عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من صحبه سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه (٢)، وعن القاضي الإِمام أبي بكر (٣) ابن الطيب قال: لا خلاف بين أهل اللغة أن الصحابي مشتق من الصحبة جار (ب) على كل من صحب غيره قليلًا أو كثيرًا صحبه شهرًا ويومًا وساعة، قال: وهذا يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة، هذا هو الأصل، ومع هذا فقد تقرر للأمة عرف في أنهم لا يستعملونه إلا فيمن كثرت صحبته واتصل


(أ) في (ص) و (هـ): قال المصنف.
(ب) في (ص): جاز.
(١) انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٦٤؛ والتقريب ٢/ ٢١١؛ والمقنع ٢/ ٣٤٧؛ وظفر الأماني، ص ٣٠٤. وقال الحافظ ابن حجر: لا خفاء برجحان رتبة من لازمه - صلى الله عليه وسلم - وقاتل معه أو قتل تحت رايته على من لم يلازمه أو لم يحضر معه مشهدًا، وعلى من كلمه يسيرًا أو ماشاه قليلًا أو رآه على بعد أو في حال الطفولة، وإن كان شرف الصحبة حاصلًا للجميع. ومن ليس له منهم سماع منه، فحديثه مرسل من حيث الرواية، وهم مع ذلك معدودون في الصحابة لما نالوه من شرف الرؤية. انتهى. نزهة النظر، ص ٥٦؛ والإِصابة ١/ ٩.
(٢) أخرجه الخطيب مسندًا في الكفاية، ص ٥١؛ وذكره ابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر، ص ١٠١؛ وابن الأثير في مقدمة أسد الغابة ١/ ١٩.
(٣) هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد المعروف بالباقلاني البصري الأشعري المتكلم المشهور، كان في علمه أوحد زمانه وانتهت إليه الرياسة في مذهبه، توفي سنة ثلاث وأربعمائة. الديباج ٢/ ٢٢٨؛ وتبيين كذب المفتري، ص ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>