قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ يَوْمًا إِلَى الْأَعْمَشِ وَهُوَ عَلَى بَابِهِ فَوَقَفَ ثُمَّ سَلَّمَ فَقَالَ: قَعَدْتُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي مَنْزِلِكَ يَأْتِيكَ الْأَشْرَافُ، قَالَ الْأَعْمَشُ: فَلْتَقْعُدِ الْأَشْرَافُ فِي مَنَازِلِهَا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ أَصَابِعَ مِنْكَ قَالَ: إِنَّهَا مَدَارِجُ الْكَرَمِ. حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ الْمَسْجِدَ فَقِيلَ لَهُ: هَاهُنَا يَا أَبَا أَرْطَاةَ، فَقَالَ: أَنَا صَدْرٌ حَيْثُ مَا جَلَسْتُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا نُوحُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ مَعَ الْمَهْدِيِّ بِنَيْسَابُورَ فِي فِيهِ خَلَنْجٌ وَقَدْ غَصَّ الْبَيْتُ بِأَهْلِهِ فَلَمَّا دَخَلَ جَلَسَ عِنْدَ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ فَقِيلَ لَهُ: هَاهُنَا يَا أَبَا أَرْطَاةَ اجْلِسْ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ فَقَالَ: حَيْثُمَا كُنْتُ كَانَ صَدْرُ الْمَجْلِسِ لِي، قَالَ نُوحٌ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي حُبُّ الشَّرَفِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّلْحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ قَالَ: جَاءَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَقَدْ حَجَّ عِيسَى بْنُ مُوسَى، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ: ارْتَفِعْ يَا أَبَا أَرْطَاةَ إِلَى صَدْرِ الْحَلَقَةِ فَقَالَ: حَيْثُ مَا جَلَسْتُ فَأَنَا صَدْرُهَا. قَالَ عِيسَى بْنُ مُوسَى: جُرُّوا بِرِجْلِهِ وَأَخْرِجُوهُ مِنَ الْمَسْجِدِ. حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ فَنَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلَا يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَتَرَكْتُهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَرَادٌ مِنْ آلِ أَبِي بُرْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ قَالَ: مَضَيْتُ أَنَا وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ إِلَى حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ فَقَالَ دَاوُدُ: اللَّهُمَّ هَيِّئْ لَنَا مِنَ ابْنِ أَرْطَاةَ أَحَادِيثَ فِي الْقَضَاءِ جِيَادًا، قَالَ: فَكَلَّمَهُ دَاوُدُ وَكَانَ فَصِيحًا، قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: الْكَلَامُ كَلَامُ عَرَبِيٍّ وَالْوَجْهُ وَجْهُ نَبَطِيٍّ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: إِنَّ قَوْمِي لَيَعْرِفُونَ نَسَبِي وَمَا أُدْعَى لِغَيْرِ أَبِي. قَالَ أَبُو هِشَامٍ: وَكَانَ الْحَجَّاجُ يُغْمَزُ فِي نَسَبِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute