للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: إنَّ {الْأَبْوَابُ}: بدلُ اشتمالٍ، فبدل الاشتمال (١) قد صرَّحَ هو وغيره أنَّه لا بُدَّ فيه من الضَّمير، وإنْ نازعهم فيه آخرون، ولكن يجوزُ أنْ يكون الضمير ملفوظًا به، وأنْ يكون مُقَدَّرًا، وهنا لم يلفظْ به، فلا بُدَّ من تقديرهِ أي: الأبواب منها، فإذا كان التقدير: مفتحة لهم هي الأبواب منها، كان فيه تكثيرُ للإضمارِ، وتقليله أولى.

وفي "الصحيحين" (٢) : من حديثِ أبي حازم (٣) عن سهل بن سعد رضي اللَّهُ عنه أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "في الجنَّةِ ثمانيةُ أَبْوَابٍ، بابٌ منها يُسَمَّى الرَّيَّانُ، لَا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائمون".

وفي "الصحيحين" (٤) من حديث الزهري، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أَنْفَقَ زَوجينِ من شيءٍ من الأشياء في سبيل اللَّهِ، دُعي من أبواب الجنَّة: يا عبدَ اللَّهِ هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصَّلاةِ دُعي من باب الصَّلاة، ومن كان من أهل الجهادِ دُعِيَ من باب الجهادِ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصَّدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريَّان"، فقال أبو بكر: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسول اللَّهِ، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلِّها، فقال: "نعم، وأرجو أنْ تكون منهم".


(١) قوله: "فبدل الاشتمال" ليس في "ب".
(٢) البخاري رقم (٣٠٨٤)، ومسلم (١١٥٢)، واللفظ للبخاري.
(٣) في "ب": "حاتم" وهو خطأ.
(٤) أخرجه البخاري رقم (٣٤٦٦)، ومسلم رقم (١٠٢٧)، واللفظ للبخاري.