للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متفق على صِحَّته (١) .

وفي لفظٍ خارج الصحيح بإسناده: "إنَّ ما بين عِضَادتي (٢) الباب لَكَما بين مكة وهجر" (٣) .

وعن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان رضي اللَّهُ عنه فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذنت بِصُرم، وولَّتْ حَذَّاء، ولم يبق منا إلَّا صبابة كصُبابة الإناء، يصطبُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد ذكر لنا: أنَّ مصراعين من مصاريع الجنَّة بينهما مسيرةُ أربعين سنة، وليأتينَّ عليه يومٌ وهو كظيظٌ من الزحام" (٤) .

فهذا موقوفٌ، والَّذي قبله مرفوع، فإنْ كان رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الذَّاكر لهم ذلك، كان هذا سَعَةُ ما بين بابٍ من أبوابها، ولعلَّه الباب الأعظم، وإنْ كان الذاكر لهم ذلك غير رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يُقدَّم على حديث أبي هريرة المتقدِّم. ولكن قد روى الإمامُ أحمد في "مسنده" من حديث حماد بن سلمة قال: سمعت الجُرَيري يحدث عن حكيم بن


(١) عند مسلم (١٩٤) - (٣٢٧)، وعند البخاري (٤٤٣٥) "كما بين مكَّة وحِمْيَر، أو: كما بين مكَّة وبُصْرى".
(٢) عِضَادتا الباب: هما خشبتان من جانبيه. انظر: الصحاح: (١/ ٤٣٢).
(٣) في صحيح مسلم برقم (١٩٤) - (٣٢٨) قريبٌ من هذا اللفظ.
وفيه: ". . والَّذي نفس محمد بيده إنَّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنَّة إلى عضادتي الباب كما بين مكة وهجر، أو هجر ومكة".
(٤) أخرجه مسلم برقم (٢٩٦٧).