للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مطلوب للَّه ورسوله، فالرَّاقي محسنٌ، والمسترقي سائلٌ راجٍ نفع الغير، وتحقيق التوكل ينافي ذلك.

فإنْ قيل: فعائشة قد رقت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجبريل قد (١) رقاهُ.

قيل: أجل، ولكن هو لم يسترقِ، وهو -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقل: لا يرقيهم راقٍ، وإنَّما قال: لا يطلبون من أحدٍ أنْ يرقيهم، وفي امتناعه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنْ يدعو للرجل الثاني سدٌّ لباب الطلب؛ فإنَّه لو دعا لكلِّ من سأله ذلك، فربما طلبه من ليس من أهله، واللَّهُ أعلم.

وفي "صحيح مسلم" (٢) من حديث محمد بن سيرين، عن عمران ابن حصين رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يدخل الجنَّة من أُمَّتي سبعون ألفًا بغير حسابٍ ولا عذاب" قيل: من هم؟ قال: "هم الَّذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".

وفي "صحيحه" (٣) أيضًا من حديث أبي الزبير أنَّه سمع جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّهُ عنهما قال: سمعتُ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكر حديثًا وفيه "فتنجوا أوَّل زمرةٍ وجوههم كالقمر ليلة البدرِ، سبعون ألفًا لا يحاسبون، ثمَّ الَّذين يلونهم كأضوإِ نجمٍ في السماء ثمَّ كذلك" وذكر تمام الحديث.

وقال أحمد بن منيع في "مسنده": حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز حدثنا حمَّاد عن عاصم عن زِرًّ عن ابن مسعود رضي اللَّهُ عنه قال: قال


(١) ليس في "ب".
(٢) رقم (٢١٨).
(٣) رقم (١٩١).