للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي الضَّحَّاك سمعتُ أبا هريرة رضي اللَّه عنه يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ في الجنَّة شجرةً يسير الرَّاكبُ في ظلِّها سبعين أو مئة سنة، هي شجرة الخلد" (١) .

وقال وكيع: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "إنَّ في الجنَّة شجرةً يسيرُ الرَّاكبُ في ظلها مئة عام اقرؤوا إنْ شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) } [الواقعة: ٣٠] ". فبلغ ذلك كعبًا فقال: صدق، والَّذي أنزل التوراة على لسان موسى،


(١) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٤٦٢)، والطبري في تفسيره (٢٧/ ١٨٣)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة (٢/ ٢٤٤) رقم (٤٠٣).
ورواهُ غندر وحجاج والطيالسي وعبد الصمد وسعيد بن الربيع وغيرهم كلهم عن شعبة به نحوه.
أخرجه أحمد (٢/ ٤٥٥)، والطيالسي في مسنده رقم (٢٦٧٠)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" رقم (١٤٤٥) والدارمي رقم (٢٨٨١)، وابن أبي الدنيا رقم (٤٣ و ٦٣) وغيرهم.
والحديث مداره على أبي الضحاك، قال أبو حاتم: "لا أعلم روى عنه غير شعبة". وقال الذهبي: "لا يُعرف. . . ".
والحديث فيه نكارة، وهو لفظة "شجرة الخلد":
فإنَّ الحديث رواهُ عن أبي هريرة جماعة: كالمقبري والأعرج ومحمد بن زياد وعبد الرحمن بن أبي عمرة وغيرهم كلهم عن أبي هريرة، ليس فيه "شجرة الخلد".
وكذلك رواه أنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وسهل بن سعد، وليس فيه "شجرة الخلد".
وهذا يدل على ضعف حديث أبي الضحاك هذا، واللَّهُ أعلم.