للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء رضي اللَّه عنه قال: "اللتان تجريان أفضل من النَّضَّاختين" (١) .

وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: ١٥].

فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة، ونفى عن كلِّ واحدٍ منها الآفة التي تعرض له في الدنيا، فآفة الماء أنْ يأسن ويأجن من طول مكثه، وآفة اللبن أن يتغير طعمه إلى الحموضة، وأنْ يصير قارصًا، وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذَّة شربها، وآفة العسلِ عدم تصفيته.

وهذا من آيات الرب تعالى أنْ يُجري أنهارًا من أجناس لم تجر العادة في الدنيا بإجرائها، ويُجْرِيْها في غير أخدود، وينفي عنها الآفات التي تمنع كمال اللَّذة بها، كما نفى عن خمر الجنَّة جميع آفات خمر الدنيا، من الصداع والغَوْلِ والَّلغوِ والإنزافِ وعدم الَّلذة.


= كما في الدر المنثور (٦/ ٢٠٩). وسنده ضعيف جدًّا، فيه أبان بن أبي عياش البصري: متروك الحديث. التقريب رقم (١٤٢).
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (٧٣)، وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسيريهما كما في الدر المنثور (٦/ ٢٠٩).
وسنده صحيح.
وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في الدر (٦/ ٢٠٩) بلفظ: "ما النضاختان بأفضل من الَّلتين تجريان".