للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على امرؤٍ إلَّا نفسه، فبسط يده، وقال: ذلك لك تَحُلُّ حيث شئت، ولا يجني عليك إلَّا نفسك، قال: فانصرفنا عنه، ثمَّ قال: إنَّ هذين (١) لعمر إلهك من أتقى (٢) النَّاسِ في الأولى والآخرة، فقال له كعب بن الخُداريَّة أخو بني بكر بن كلاب: مَنْ هم يا رسول اللَّه؟ قال: بنو المنتفق أهلُ ذلك، قال: فانصرفنا وأقبلْتُ عليه فقلتُ: يا رسول اللَّه، هل لأحدٍ ممن (٣) مضى من خيرٍ في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عُرْضِ قُريش: واللَّه إنَّ أباك المنتفق لفي النَّارِ، قال فَلَكأنَّه (٤) وقع حَرٌّ بين جِلْدي ووجهي ولحمي مما قال لأبي على رؤوس (٥) الناس: فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول اللَّه، ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول اللَّه وأهلك؟ فقال: "وأهلي لعمر اللَّه ما أتيت عليه من قبرِ عامريًّ أو قرشيًّ من مشرك فقل: أرسلني إليك محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأبشرك بما يسوءك، تُجَرُّ على وجهك وبطنك في النار". قال: قلت: يا رسول اللَّه ما فعل بهم ذلك، وقد كانوا على عمل لا يُحسنون (٦) إلَّا إيَّاهُ، وكانوا يحسبونهم مصلحين؟ قال: ذلك لأنَّ (٧) اللَّه عزَّ وجلَّ بعث في


(١) قوله "إنَّ هذين" من المسند، ووقع في جميع النسخ "ها إن ذين، ها إن ذين. . . إن حدثت إلَّا أنهما" وفي بعض النسخ ". . إنَّ حديث إلَّا أنَّها".
(٢) في "د": "أبقى".
(٣) في "أ، ج، د، هـ": "مما".
(٤) في نسخة على حاشية "أ": "فكأنَّهُ".
(٥) في نسخةٍ على حاشية "أ" "رسوس".
(٦) في "أ": "يحسبون"، وفي "ج": "يحبُّون".
(٧) في "أ، ب، هـ": "بأنَّ".