للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر كلِّ سبع أُمم -يعني نبيًا - فمن عصى نبيَّه كان من الضَّالين، ومن أطاعَ نبيه كان من المهتدين" (١) .

هذا حديثٌ كبيرٌ مشهورٌ لا يعرف إلَّا من حديث أبي القاسم عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني (٢) ، ثمَّ من رواية إبراهيم ابن حمزة الزبيري المدني عنه، وهما من كبار علماء المدينة المحتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري، وروى عنهما في مواضع من كتابه. رواهُ أئمة الحديث في كتبهم، منهم: أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن الإمام أحمد، وأبو بكر أحمد ابن عمرو بن أبي عاصم، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ الحافظ، وأبو عبد اللَّه بن منده، والحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني وغيرهم على سبيل القبول والتسليم.

قال الحافظُ أبو عبد اللَّه بن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصَّغاني، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقرؤوه بالعراق بمجمع (٣) العلماء وأهل الدَّين، فلم ينكره أحدٌ منهم، ولم يُتَكلم في إسناده، وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول.

وقال أبو الخير بن حمدان: "هذا حديث كبير ثابتٌ حسن مشهور".

وسألتُ شيخنا أبا الحجاج المِزَّي عنه فقال: "عليه جلالة النبوة".


(١) تقدم الكلام عليه ص (١٢٦ - ١٢٧).
(٢) في "أ": "المديني".
(٣) في "ج، هـ": "بجمع".