للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك (١) يوم يخرجون فيه" (٢) .

وقال: حدثنا حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه" (٣) .

ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣) } [النبأ: ٢٣]، فقد رواه عَبْدٌ -وهو من الأئمة الحفاظ وعلماء السنة- عن هذين الجليلين: سليمان بن حرب، وحجاج بن منهال كلاهما، عن حماد بن سلمة -وحَسْبُك به- وحماد يرويه عن ثابت وحميد، وكلاهما يرويه عن الحسن. وحسبك بهذا الإسناد جلالة.

والحسن وإن لم يسمع من عمر، فإنما رواه عن بعض التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لَمَا جزم به وقال: قال عمر بن الخطاب، ولو قُدِّرَ أنه لم يُحْفَظ عن عمر، فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد، مع أنهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا، فلو كان هذا القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب اللَّه وسنة رسوله وإجماع الأئمة، لكانوا أول منكر له.


= وقيل: رمل عالج يحيط بأكثر أرض العربِ. انظر: المعجم للبكري (٢/ ٩١٣)، ومعجم البلدان (٤/ ٧٨).
(١) قوله "على ذلك" ليس في "أ".
(٢) قال ابن القيم: "ورواةُ هذا الأثرِ أئمة ثقات كلهم. . . . " شفاء العليل (٢/ ٧٠٧).
(٣) سقط هذا الأثر كاملًا من "ج".