للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه، فلله سبحانه في خلقه حُكْمٌ لا تبلغه عقول البشر.

وقد ثبت في حديث أنس -رضي اللَّه عنه- أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يقول اللَّه عز وجل: أخرجوا من النار من ذكرني يومًا أو خافني في مقام" (١) .

قالوا: ومن ذا الذي في مدة عمره كلها من أولها إلى آخرها لم يذكر ربه يومًا واحدًا، ولا خافه ساعةً واحدةً، ولا ريب أن رحمته سبحانه إذا أخرجت من النار من ذكره وقتًا ما، وخافه في مقام ما، فغير بِدْعٍ أن تفنى النار، ولكن هؤلاء خرجوا منها وهي نار.

الوجه الحادي والعشرون: أنَّ اعتراف العبد بذنبه حقيقة


= الخدري.
(١) أخرجه الترمذي برقم (٢٥٩٤)، وعبد اللَّه في زوائد الزهد (٢١٦٢) [وليس فيه "عن أنس"]، وابن أبي عاصم في السنة (٨٨٣)، وابن خزيمة في التوحيد (٤٥١ و ٤٥٢ - ٤٥٣) مطولًا، والحاكم في المستدرك (١/ ١٤١) رقم (٢٣٤ و ٢٣٥) مطولًا وغيرهم.
من طريق مبارك بن فضالة عن عبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس عن أنس فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجا قوله: "من ذكرني أو خافني في مقام. . . ".
قلتُ: هذا اللفظ غريبٌ، وفي ثبوته نظر؛ لأنَّهُ قطعة من حديث أنس الطويل في الشفاعة، ولم يذكر هذا اللفظ أحدًا من أصحاب أنس وغيرهم من الذين رووه عنه: كثابت البناني وقتادة وحميد الطويل والنضر بن أنس وعمرو ابن أبي عمرو والحسن البصري ومعبد الطويل وغيرهم.