للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفهم لمراد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من كلامه، فظنَّ هذا القائل أنَّ لفظ الحديث يدلُّ على أن نفْسَ العَرَض يُذبح.

وظنَّ غالطٌ آخر: أنَّ العَرَضَ يُعدم ويزول، ويصير مكانه جسمٌ يُذبح.

ولم يهتد الفريقان إلى هذا القول الَّذي ذكرناهُ، وأنَّ اللَّه سبحانه وتعالى يُنشئ من الأعراض أجسامًا يجعلها مادَّةً لها، كما في الصحيح عنه: "تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنَّهما غمامتان" (١) الحديث.

فهذه هي القراءة ينشئها اللَّه سبحانه غمامتين.

وكذلك قوله في الحديث الآخر: "إِنَّ ما تذكرون من جلال اللَّه من تسبيحه وتمجيده (٢) وتكبيره، وتهليله، يتعاطفن حول العرش، لهُنَّ دَوَيٌّ كدويِّ النَّحلِ، يُذَكِّرْنَ بصاحبهن" (٣) ذكره أحمد.


(١) أخرجه مسلم برقم (٨٠٤).
(٢) في "ج"، ومصادر التخريج "وتحميده".
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٢٦٨ و ٢٧١)، وابن ماجه رقم (٣٨٠٩)، وابن أبي شيبة في المصنف رقم (٢٩٤٠٦, ٣٥٠٢٧)، والطبراني في الدعاء رقم (١٦٩٣)، والبزار في مسنده (٨/ ١٩٩) رقم (٣٢٣٦)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٦٩) وغيرهم.
من طريق موسى بن مسلم عن عون بن عبد اللَّه عن أخيه أو عن أبيه عن النعمان بن بشير فذكره.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث عون، تفرَّد به عنه موسى، وهو =