الإعلام بتنزيله من عند الله وتفصيله وقوله "قرآناً عربيا" إلى ما ذكر تعالى من
خصائصه إلى قوله:(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (٤٤)
وتعلق الكلام بعد هذا بعضه ببعض إلى آخر السورة، استفتح تعالى سورة الدخان بما يكمل ذلك الغرض وهو التعريف بوقت إنزاله إلى سماء الدنيا فقال:"إنا أنرلناه في ليلة مباركة"
ثم ذكر من فضلها فقال:"فيها يفرق كل أمر حكيم " فحصل وصف الكتاب بخصائصه والتعريف بوقت إنزاله إلى
سماء الدنيا، وتقدم الأهم في ذلك في السورتين قبل، وتأخر التعريف بوقت نزوله إذ ليس في التأكيد كالمتقدم ثم وقع إثر هذا تفصيل وعيد قد أجمل في قوله تعالى:(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩) وما تقدمه
من قوله تعالى:"أم ابرموا أمرا فإنا مبرمون "(الزخرف: ٧٩) وقوله
سبحانه:"أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم "(الزخرف: ٨٠) وتنزيهه تعالى نفسه عن عظيم افترائهم في جعلهم الشريك والولد إلى آخر السورة، ففصل بعض ما أجملته هذه الآي في قوله تعالى في صدر سورة الدخان