لما قال سبحانه:"فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه.... الآيات
إلى آخر السورة"
كان مظنة لاستفهام السائل عن الوقوع ومتى يكون فقال تعالى:"إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) .
ووقوع تكوير الشمس وانكدار النجوم وتسيير الجبال وتعطيل العشار كان ذلك متقدم على فرار المرء من أخيه وأمه وأبيه إلى ما ذكر إلى آخر السورة، لاتصال ما ذكر في مطلع سورة التكوير بقيام الساعة فيصح أن يكون أمارة للأول وعلما عليه.
[سورة الانفطار]
هذه السورة كأنها من تمام سورة التكوير لاتحاد القصد فاتصالها بها واضح
وقد مضى نظير هذا.
[سورة التطفيف]
لما قال سبحانه في سورة الانفطار "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) .
وكان مقتضى ذلك الإشعار بوقوع الجزاء على جزئيات
الأعمال وأنه لا يفوت عمل كما قال تعالى:"وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا"(الأنبياء: ٤٧) أتبع الآية المتقدمة بجزاء عمل يتوهم فيه قرب المرتكب وهو من أكبر الجرائم، وذلك التطفيف في المكيال والانحراف عن إقامة القسط في ذلك فقال تعالى:"ويل للمطففين "(١) ثم أردف تهديدهم وتشديد وعيدهم فقال: