ذلك بقوله:"سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "
ثم أتبع ذلك بقوله له:"له الملك وله الحمد"
فبين تعالى انفراده بصفة الجلال ونعوت الكمال، وأنه المنفرد بالملك والحمد، وأنه الأول والآخر والظاهر والباطن إلى قوله:"وهو عليم بذات الصدور"(الحديد: ٦) فتضمنت هذه الآي إرغام من أشير إلى حاله في الآي المتقدمة في سورة الواقعة وقطع ضلالهم والتعريف بما جهلوه من صفاته العلى وأسمائه الحسنى جل وتعالى، والتحمت آى السورتين واتصلت معانيها ثم صرف الخطاب إلى عباده المؤمنين فقال تعالى:"آمنوا بالله ورسوله "
(الحديد: ٧) واستمرت الآي على خطابهم إلى آخر السورة.
[سورة المجادلة]
لما نزه سبحانه نفسه عن مقول الملحدين وأعلم أن العالم بأسره ينزهه
عن ذلك بألسنة أحوالهم لشهادة العوالم على أنفسها بافتقارها لحكيم أوجدها لا يمكن أن يشبه شيئا منها بل يتنزه عن أوصافها ويتقدس عن سماتها فقال:"سبح لله ما في السماوات والأرض "
ومضت آى تعرف بعظيم سلطانه وعلي ملكه، ثم انصرف الخطاب إلى عباده في قوله:"آمنوا بالله ورسوله"