للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسط الدلالات، وإيضاح البينات إن يعذر إليهم زيادة في الإبلاع فأنبأ تعالى أن هذا رحمة فقال: "الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)

ثم إذا تأملت سورة القمر وجدت خطابها وإعذارها خاصا ببني آدم، بل بمشركى العرب منهم فقط فأتبعت بسورة الرحمن تنبيها للثقلين وإعذارا إليهم وتقريرا للجنس على ما أودع الله تعالى في العالم من العجائب والبراهين الساطعة فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" خطابا للجنسين وإعذارا للثقلين فبان اتصالها بسورة القمر أشد البيان.

[سورة الواقعة]

لما تقدم الإعذار في السورتين المتقدمتين والتقرير على عظيم البراهين وأعلم

في آخر سورة القمر أن كل واقع في العالم فبقضائه سبحانه وقدره: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩) . "وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢)

وأعلمهم سبحانه في الواقعة بانقسامهم الأخروي فافتتح بذكر الساعة "إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)

إِلى قوله "وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) "

فتجردت هذه السورة للتعريف بأحوالهم

<<  <   >  >>