لما أوضح في سورة الشعراء عظيم رحمته بالكتاب وبيان ما تضمنه مما فضح
به الأعداء أو رحم به الأولياء وبراءته من أن تتسور الشياطين عليه، وباهر
آياته الداعية من اهتدى بها إليه، فتميز بعظيم آياته كونه فرقانا قاطعا ونورا ساطعا، أتبع ذلك سبحانه ذلك مدحة وثناء، وذكر من شملته رحمته به تخصيصا واعتناء فقال:"تلك آيات القرآن " أي الحاصل عنها مجموع تلك الأنوار آيات القرآن (وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين "
ثم وصفهم ليحصل للتابع قسطه من بركة التبع وليقوى رجاؤه في النجاة مما أشار إليه، وسيعلم الذين ظلموا من عظيم ذلك المطلع، ثم أتبع ذلك بالتنبيه على صفة الأهلين لما تقدم من التقول والافتراء تنزيها لعباده المتقين وأوليائه المخلصين عن دنس الشكوك والافتراء فقال: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) .