أي لو اعتبروا بالبداءة لتيسر عليهم أمر العودة، ثم ذكر عرضهم على النار إلى قوله:"فهل يهلك إلا القوم الفاسقون "
فلما ختم بذكر هلاكهم، افتتح السورة الأخرى بعاجل ذلك اللاحق
لهم في دنياهم فقال تعالى:"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ.... الآية "
بعد ابتداء السورة بقوله تعالى:"الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم "، فنبه على أن أصل محنتهم إنما هو بما أراده تعالى بهم في سابق علمه ليعلم المؤمنون أن الهدى والضلال بيده، فنبه على الطرفين بقوله:"وأضل أعمالهم ") وقوله في الآخر: "كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم "(آية: ٢) ثم بين أنه تعالى لو شاء لانتصر منهم ولكن أمر المؤمنين بقتالهم ابتلاء واختبارا ثم حض المؤمنين على ما أمرهم به من ذلك فقال: "إن تنصروا الله ينصركم " ثم التحمت الآى.
[سورة الفتح]
ارتباط هذه السورة بالتي قبلها واضح من جهات، وقد يغمض بعضها
منها: أن سورة القتال لما أمروا فيها بقتال عدوهم في قوله تعالى: "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا"