ثم التحمت الآي مناسبة لما افتتحت به السورة إلى خاتمتها.
[سورة الانشقاق]
لما تقدم في الانفطار التعريف بالحفظة وإحصائهم على العباد في كتبهم
وعاد الكلام إلى ذكر ما يكتب على البر والفاجر واستقرار ذلك في قوله تعالى: "إن كتاب الأبرار لفي عليين " (١٨) وقوله: "إن كتاب الفجار لفى سجين"
أتبع ذالك بذكر التعريف بأخذ هذه الكتب في القيامة عند العرض، وأن
أخذها بالأيمان عنوان السعادة، وأخذها وراء الظهر عنوان الشقاء، إذ قد تقدم في السورتين قبل ذكر الكتب واستقرارها بحسب اختلاف مضمناتها فمنها في عليين ومنها في سجين إلى يوم العرض فيؤتى كل كتابه فآخذ بيمينه وهو عنوان سعادته، وآخذ وراء ظهره وهو عنوان هلاكه، فتحصل الِإخبار بهذه الكتب ابتداء واستقرارا