للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وسمرة وقال: وهذا من الاختلاف المباح وهذا يؤكد صحة الحديث عنده فلا وجه لذكر كلامه بدون بيان ما ذكرناه؛ لأن ذلك يلبس على القارئ فيظن أنه يضعف الحديث بذلك، ومنهم الِإمام البيهقي حيث ذكر رواية فليح ثم قال: فصار الحديث بذلك موصولًا.
ومنهم الِإمام النووي حيث قال: فالرواية الأولى له مرسلة (الذي في المطبوعة: لأم سلمة، وهو تصحيف غريب)؛ لأن عبيد الله لم يدرك عمر ولكن الحديث صحيح بلا شك متصل من الرواية الثانية، فإنه أدرك أبا واقد بلا شك وسمعه بلا خلاف.
وأما كون العلة نفسها محتملة فلأن الحديث رواه عبيد الله بقصة حصلت بين أبي واقد الليثي وبين عمر بن الخطاب، وهو من جلساء أبي واقد وتلاميذه الذين رووا عنه وسمعوا منه، فالاحتمال الأكبر أنه سمعه منه والاحتمال الضئيل جدًا أنه سمعه من غيره عنه فهو كمراسيل الصحابة تمامًا فإن النعمان بن بشير مثلًا الذي صحح له المحقق حديثه في أثناء كلامه على حديثنا ولد بعد الهجرة وجُلُّ أحاديثه، إن لم نقل كلها لم يسمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لكثرة مجالسته للصحابة كان الجانب الأرجح أنه لم يسمعها إلا منهم على الرغم من وجود رواية عن بعض الصحابة عن تابعين ولكنها نادرة جدًا، وكذلك نقول: إن وجد رواية عن عبيد الله عن أبي واقد وبينهما واسطة فتكون نادرة جدًا، ولا يوجد ذلك، فالجانب الأرجح أنه يروي عنه بغير واسطة فيحمل حديثه عنه على الاتصال ولذا قبل حديثنا الحفاظ وممن نصَّ على ما ذكرناه:
الِإمام ابن حزم حيث قال: "عبيد الله أدرك أبا واقد وسمع منه واسمه الحارث بن عوف ولم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شئ غير هذا وما حدثنا عبد الله بن ربيع ... فذكر حديث سمرة" (المحلى ٥/ ١٢١، ١٢٢).
ومن قبله الشافعي حيث نقل البيهقي أنه قال في رواية حرملة: هذا ثابت إن كان عبيد الله لقى أبا واقد الليثي. (انظر السنن الكبرى ٣/ ٢٩٤)، فلم يشترط الشافعى غير لقاء عبيد الله لأبي واقد، وهذا ثابت لا جدال فيه ولذا قال ابن التركماني: "قلت: عبيد الله سمع أبا واقد بلا خلاف فالحديث ثابت ... ثم قال - معلقًا على قول البيهقي: إن عبيد الله لم يدرك أيام عمر - سماعه من أبي واقد كاف في اتصال الحديث ودع عنك أيام عمر ... " إلخ.
ولم يلتفت لهذا الِإرسال كثير من الحفاظ كما لم يلتفتوا لمراسيل الصحابة، ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>