للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ممم ضبط النقط اللي في أول الصفحة بسطر نقط كامل بتعبير قياسي

ممم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=إن البخاري رحمه الله على شدته في ممم شرحه ممم وهو اللقي والسماع أخرج في صحيحه من هذا الضرب، وقد ذكر ذلك المحقق نفسه فيلزمه أن يضعف أيضًا ما كان كذلك في صحيح البخاري، ونقل الحافظ في الفتح: أن ابن عبد البر قال: إذا علم لقاء الراوي لمن أخبر عنه ولم يكن مدلسًا حمل ذلك على سماعه ممن أخبر عنه ولو لم يأت بصيغة تدل على ذلك، ومن أمثلة ذلك رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة في قصة سالم مولى أبي حذيفة، وقال ابن عبد البر: هذا يدخل في المسند للقاء عروة عائشة وغيرها من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وللقائه سهلة زوج أبي حذيفة أيضًا اهـ (٩/ ١٢٤).
وأزيد إذا غلب الظن على ذلك فهو كما ذكرنا كمراسيل الصحابة وعنعنة المدلس عن الثقات، فلا وجه للنص على الإرسال فيه ولو سلم أن صورته الِإرسال اصطلاحًا.
ثم أقول: حديثنا هذا من الممكن أن يقال فيه: ليس الحديث كله مرسلًا؛ بل سبب إيراده فقط هو المرسل، وأما أصله فليس بمرسل، بل رواية عن أبي واقد، وتوضيحًا لذلك أننا إذا حذفنا سبب الحديث وذلك جائز في الرواية لما استطاع أحد أن يقول فيه شيئًا، فإذا قلنا عن عبيد الله سئل أبو واقد عن ... فقال ... ، أو قلنا: قال أبو واقد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ .... إلخ لكان متصلًا عند المخالف، فكل ما في الأمر أن في الرواية ذكر السبب الذي لأجله قال أبو واقد الحديث فهذا هو المرسل.
ثم إنه لا يعقل أن يكون عند عبيد الله رواية عن رجل عن أبي واقد بحديث للنبى - صلى الله عليه وسلم - ثم يلقى أبا واقد ويجالسه ويسمع منه فلا يسأله عن تلك الرواية ليتثبت منها، وقد كان السلفى إذا وصلهم الحديث ولو عن طريق الثقة تكبدوا المشقة لسماعه تثبتًا وعلوًا في السند، ولا يعقل أيضًا أنه سأله فقال له: ما قلت ذلك ثم يرويه بعد ذلك وهو يعلم بطلانه حاشا وكلا.
فإن قيل: ربما سمعه بعد وفاة أبي واقد فنقول: هذا احتمال بعيد جدًا؛ لأن عبيد الله من سادات التابعين ومن أوعية العلم، ومن يقرأ ترجمته يعلم مدى صدارته، وكان أحد الفقهاء العشرة بالمدينة، ثم أحد السبعة الذين عليهم مدار الفتوى، فأمر صلاة العيد وسنتها لا يمر عليه وهو يجالس أبا واقد وعنده فيه سنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يسمعه منه حتى يموت فيسمعه من غيره عنه.
هذا من ناحية الإرسال سوى ما قدمناه، وأما رواية فليح فلا أكثر الكلام فيها =

<<  <  ج: ص:  >  >>