ويشهد لزيادة المعوذتين أنها جاءت في الطرق الأخرى، وفي عدة أحاديث تأتي في الباب، والطرق الأخرى المذكورة تقوى رواية يحيى بن أيوب. ولذا قال محمد بن نصر: "فالذى نختاره لمن صلى بالليل في رمضان وغيره أن يسلم بين كل ركعتين، حتى إذا أراد أن يوتر صلى ثلاث ركعات، يقرأ في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، ويتشهد في الثانية ويسلم، ثم يقوم فيصلى ركعة يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، والمعوذتين". (مختصر قيام الليل ١٢٣). وأما الطريق الثانية: فهي دون الأولى لأن عبد العزيز بن جريج لين، ولم يسمع من عائشة، قاله ابن حبان والعجلى وكذا قال الدارقطني (انظر التهذيب ٦/ ٣٣٣)، وأما تصريح خصيف بسماعه منها فقد خطأه في ذلك ابن حجر في التقريب وقال في التلخيص (٢/ ١٨): فيه خصيف، وفيه لين. وقال في التقريب عنه: صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة. اهـ. وقد تابعه ابن جريج عند العقيلي على الرواية إلا أنه لم يذكر سماعا، والطريق الآتية تقوي تلك المتابعة، فليس في الطريق هذه علة سوى لين عبد العزيز وعدم سماعه من عائشة، فلا بأس بها في الشواهد والمتابعات، ولذا قال الترمذي في الحديث من هذه الطريق: حسن غريب. وقال الحافظ في نتائج الأفكار (١/ ٥١٢) على هذه الطريق أيضًا: هذا حديث حسن. وقد صحح إسنادها الحاكم وسكت الذهبي. وأما الطريق الثالثة: فقد أبهم فيها ابن جريج من حدثه، وهو في الطريق السابقة أبوه، وإسنادها صحيح إلى ابن جريج، وعلتها الانقطاع؛ فلا بأس بها كشاهد، على أن الأرجح أن الواسطة أبوه فتتحد مع ما سبق. وأما الطريق الرابعة: فلا بأس بإسنادها، فإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها؛ لأن محمد بن يزيد الرحبي شامي، ذكره البخاري وأبو حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا (انظر التاريخ ١/ ٢٦١، الجرح والتعديل ٨/ ١٢٧)، وذكره ابن عساكر، وروى بسنده عن أبي زرعة أنه ذكر نفرًا ذوي علم=