والمحفوظ عن سفيان عن زبيد هو طريقنا هذه، فقد رواها عن سفيان به وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين وعبد الرزاق، والمخالف لهم في الطريق الثالثة محمد بن عبيد، وقاسم بن يزيد، وكلاهما مجموعين لا ينتهضا للوقوف أمام واحد من الثلاثة الجهابذة الأول. قال النسائي (٣/ ٢٥٠): أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد، ومن قاسم بن يزيد، وأثبت أصحاب سفيان عندنا - والله أعلم - يحيى بن سعيد القطان، ثم عبد الله بن المبارك، ثم وكيع بن الجراح، ثم عبد الرحمن بن مهدى ثم الأسود ... وسئل ابن معين أي أصحاب الثورى أثبت؟ قال: خمسة: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وابن المبارك وأبو نعيم. وقال أبو حاتم: سألت علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم (انظر التهذيب ٨/ ٢٤٣). وعليه فإن مخالفة محمد بن عبيد وقاسم بن يزيد لا يلتفت إليها، وربما كانت المخالفة ممن هو دونهما أي: من شيوخ النسائي في هذه الطريق. وسيأتي خلاف آخر عن سفيان في حديث أبي بن كعب فراجعه هناك فيما في الباب. وخالف هؤلاء الخمسة عن زبيد غير ما ذكرنا من الاختلاف على سفيان مالك بن مغول، ومحمد بن جحادة، وعبد الملك بن أبي سليمان؛ كما سيأتي في الطريق الثالثة أيضًا. وهؤلاء الثلاثة لا ينتهضون لمخالفة شعبة وسفيان وجرير ومن معهم: أولًا: لكثرة من خالفهم عن زبيد. ثانيًا: لقوة حفظ من خالفهم؛ فإن شعبة وسفيان لا يقف أمامهما أحد. ثالثا: لموافقة من خالفهم رواية غير زبيد للحديث بإثبات ذر فيه. رابعًا: أن مالك بن مغول قد اختلف عليه فيه، فرواه عن يحيى بن آدم بإثبات ذر فيه؛ إلا أنه عن ابن أبزى مرسلًا كما سيأتي في المراسيل التي في الباب. ثم إن في الطريق هنا إليه أحمد بن محمد بن عبيد الله شيخ النسائي، قال فيه النسائي: لا بأس به. وقال مرة: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، ولذا فهو لا يصل=