وأما متابعة مسعر فقد علقها أبو داود بصيغة التمريض، ووصلها البيهقي وقال أبو داود عقبها: وليس هو بالمشهور من حديث حفص يخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر اهـ. وسكت البيهقي على ذلك، وحفص تغير حفظه في الآخر، والراوي عنه ولده عمر وهو ثقة ربما وهم، والعمدة في ضعف هذا الحديث الراوي عن عمر بن حفص، وهو محمد بن يونس الكديمي وهو ضعيف، واتهمه أبو داود وغيره بالكذب، ولم يثبت أنه روى عنه، وأظنه لذلك علق الحديث، والله تعالى أعلم. وأما متابعة فطر بن خليفة فمن طريق علي بن خشرم عن عيسى بن يونس عنه، وقد خالفه إسحق والمسيب فجعلاه عن عيسى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وعلي بن خشرم ثقة إلا أنه لا يقاوم إسحق بن راهويه ولكن قد يقال: إن الحديث عند عيسى من الطريقين فيقال: على أيٍّ، الراوى عنه هو ابن أبي داود، وعلى الرغم من كونه حافظًا إلا أنه تكلم فيه أبوه وغيره، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث (اللسان ٣/ ٢٩٣). ثم إني وقفت له على زيادة فيها شذوذ في حديث عائشة في الركعتين بعد العصر فقال: حدثنا محمد بن قدامة المصيصي ثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى بعد العصر ركعتين وهو جالس (انظر مسند عائشة له حديث رقم ٣٧). ولفظه "وهو جالس" ذهب الأخ الفاضل عبد الغفور البلوشى محقق المسند إلى شذوذها وهو الأقرب ومحمد بن قدامة ثقة، ولم يتكلم أحد فيه. وخلاصة القول: إنه ربما كان يخطئ فتكلم فيه من تكلم لذلك. وقد علق أبو داود رواية عيسى عن فطر إلا أنه لم يذكر زبيدًا، فلا أدري هل هو اختلاف في السند فيكون علة أخرى أم أنه سقط من الرواية. وقد ضعف أبو داود الزيادة التى جاءت من هذا الطريق، وهي القنوت قبل الركوع، وكأنه خطأ فيها عيسى بن يونس، وبيِّن أنه خالفه غيره في السند والمتن. (انظر السنن ١/ ٢٢٥، - ٢٢٦). =