فرواه عنه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند كرواية يحيى وأبي جعفر وسبق الكلام على راوي المسند والزيادات عن عبد الله وعن الراوي عنه. ورواه أبو داود وابن ماجه بدون إثبات ذر في السند. وعثمان ثقة حافظ إلا أن له أوهامًا. وخالفهما محمد بن أنس، فرواه عن الأعمش بدون إثبات ذر؛ كما في رواية أبي داود وابن ماجه عن عثمان عن الأبار عن الأعمش. وابن أنس صدوق يغرب، وقد صحح الحاكم إسناده من هذا الطريق؛ فتعقبه الذهبي بقوله: محمد رازي تفرد بأحاديث. وذكر الدارقطني أن يحيى بن أبي زائدة رواه مثلهم عن الأعمش عن زبيد وطلحة (انظر السنن ٢/ ٣١)، وخالفهم جميعًا أبو عبيدة بن معن فرواه عن الأعمش عن طلحة وحده عن ذر عن سعيد به. وأبو عبيدة ثقة، والراوي عنه محمد ولده ثقة، ورواه عن ولده جماعة منهم أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. فهذا أصح سند إلى الأعمش؛ إلا أنه في الواقع لا يعارض إثبات زبيد مع طلحة. فالخلاصة: أرجح رواية عن الأعمش عن طلحة عن ذر عن سعيد عن أبيه عن أبي به. ويتلوها الرواية عن الأعمش عن طلحة وزبيد بنفس السند المتقدم. ومن ثم فلا خلاف بين رواية الأعمش ورواية من ذكرنا في حديث ابن أبزى إلا إثبات أبي في السند. ولا يقبل ذلك لأمرين: الأول: مخالفة الأعمش للأئمة الحفاظ كسفيان وشعبة وغيرهما الذين رووه عن زبيد بنفس السند فلم يذكروا أبيًّا، ومخالفته لمن رواه عن ذر غير زبيد ممن ذكرنا هنالك. فقد اتفق خمسة على روايته عن ذر عن سعيد عن أبيه ولم يذكروا أبيًّا، ووافقهم على ذلك عزرة عن سعيد عن أبيه، ووافق سعيدًا زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى.=