هذا بالنسبة لرواية زبيد وطلحة وذر. أما رواية قتادة عن سعيد وعزرة عن سعيد، فإسنادها واحد إلى سعيد وهو: عبد العزيز بن خالد وعيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد، وأحيانًا يزيد عبد العزيز عزرة، وأحيانًا يزيد المسيب عن عيسى عزرة. أما رواية عبد العزيز فمطرحة؛ لأنه لم يوثقه أحد، إنما قال فيه أبو حاتم: شيخ (انظر التهذيب)، ولذا قال الحافظ: مقبول. وأما رواية عيسى فمن طريق المسيب مطرحة أيضًا؛ لأن المسيب بن واضح أحسن درجاته أنه سيء الحفظ جدًّا مع عدالته، وإلا فقد تركه النباتي والدارقطني والعقيلي، واتهمه أبو داود بالوضع (انظر اللسان ٦/ ٤٠، ٤١)، هذا مع ما في هاتين الروايتين من مخالفة لرواية الثقات الذين جعلوه عن عبد الرحمن ولم يذكروا أبيًّا. وأما الرواية السالمة فهي رواية إسحق بن راهويه عن عيسى؛ إلا أن ابن نصر رواه عنه بالإسناد إلى ابن أبزى ثم قال: ومرة قال إسحق .... فذكره إلى أبي بن كعب، وقد رواه عن إسحق بإثبات أبى محمد بن يحيى بن فارس والنسائي أيضًا. وقد تابع سعيدًا معمر في جعله عن ابن أبزى كما تقدم ذكره، وبينا هناك أن هذه الرواية فيها عنعنة قتادة ونفس العلة هنا، وكذلك مخالفة عيسى لمن رواه عن ابن أبي عروبة؛ فجعله عن قتادة عن عزرة عن سعيد عن ابن أبزى ومخالفته أيضًا لمن رواه غير سعيد كشعبة وهمام عن قتادة. فاجتمع في هذه الطريق عدة علل: الأولى: عنعنة قتادة. الثانية: التردد في إِثبات أبي وعدم إثباته. الثالثة: مخالفة عيسى للجماعة. هذا بالإضافة إلى أن سماع عيسى من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه لم يفده غير قول أحمد: إنه سمع منه بالكوفة، وبالإضافة أيضًا إلى الاختلاف عليه، فعلي بن خشرم رواه عنه عن فطر عن زبيد عن سعيد كما ذكرنا قبل مدة واختلف عنه عن سعيد=