للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتابيِّ لا تحل إذا سمعه يُسَمّي غيرَ الله، وهذا شيء قد قدمتُه (١) عندَ قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ} [المائدة: ٣].

والذي عليه جمهورُ أهلِ العلمِ العملُ بآيةِ المائدةِ، وأن ذبائحَهم حلالٌ مطلقا؛ كما أطلقه اللهُ سبحانه، سواءٌ سَمَّوا اللهَ عليها، أم لا (٢).

وادعى بعضُهم الاتفاقَ عليه (٣)، ونسبه إلى عليٍّ رضي الله تعالى عنه (٤).

ثم اختلفت بهم (٥) الطرقُ.

فرويَ عن أبي الدرداءِ وعُبادة بنِ الصامتِ وعِكرمة (٦): أنهم قالوا: آيةُ المائدةِ ناسخةٌ لآيةِ الأنعام (٧).

والذي عليه جُمهور السلفِ والخلفِ العملُ بآية المائدة، فمن يشترطُ التسميةَ يقولُ بالتخصيص، ومن لم يشترطْها يقولُ بالتأويل، وأما القولُ بالنسخِ فبعيدٌ؛ لإمكانِ الجمعِ بين الآيتين (٨).


(١) في "ب": "قدمناه".
(٢) انظر: "المجموع" للنووي (٩/ ٧٥)، و "الكافي" لابن عبد البر (ص: ١٨٧)، و "المبسوط" للسرخسي (٢٤/ ٢٧)، و "شرح السنة" للبغوي (١١/ ١٩٥).
(٣) لعله يقصد الكيا الطبري. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٦/ ٧٦).
(٤) انظر: "الإشراف على مذاهب العلماء" لابن المنذر (٣/ ٤٣٩)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (٢/ ٢٩٦).
(٥) في "ب": "بهؤلاء".
(٦) انظر: "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (١/ ٤٣٩)، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٦/ ٧٦).
(٧) انظر: "المصفى بأكف أهل الرسوخ" (ص: ٢٧ - ٢٨)، و"ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه" (ص: ٣٣)، و"قلائد المرجان" (ص: ١٠٨).
(٨) انظر: "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (١/ ٤٤٢)، و "تفسير ابن كثير" (٢/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>