للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منافعهِنَّ، وإضافته إليهنَّ لأنهنَّ المحلُّ المعوض (١).

فإن قال قائل: فما معنى الإحصان في الآية؟

قلنا: أما قوله: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} فالمرادُ به ناكحات غير زانيات (٢).

وأما قوله: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} فالمراد به النكاحُ على قراءة بنائه للمفعول، ويجوز أن يراد به الإسلام عندَ من فسره به.

وأما على القراءة بإطلاق الفعل للفاعل، فيحتمل النكاحَ والإسلامَ (٣).

وبالنكاح فسره ابنُ عباس (٤)، وبالإسلام فسره ابنُ مسعود (٥) - رضي الله تعالى عنهم-.

وعن الشعبى أنه قال: إحصانُ الأمةِ دخولُها في الإسلام (٦).

وعن إبراهيمَ النخعى أنه كان يقرأ: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} بفتح الهمزة (٧)،


(١) وهو مذهب الحنفية والحنابلة. انظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (٢/ ٢٣٧)، و"البحر الرائق" لا بن نجيم (٣/ ٢٠٥)، و "الحاوي" للماوردي (٩/ ٧٨).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ١٩)، و "تفسير ابن أبي حاتم" (٣/ ٩٩٢).
(٣) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ٢٠)، و"الاستذكار" لابن عد البر (٧/ ٥٠٥)، و"المحرر الوجيز" لابن عطية (٢/ ٣٩).
(٤) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ٢٣)، و "تفسير ابن أبي حاتم" (٣/ ٩٢٣).
(٥) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ٢٣)، و "معاني القرآن" للنحاس (٢/ ٦٥).
(٦) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٣/ ١٢١٧)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٤٣)، وللشعبي قول آخر في معنى الإحصان: أنه كل ذات زوج. رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٦٩٠٥).
(٧) وقرأ بها ابن مسعود، والحسن، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وعاصم، وأبو بكر، وخلف. انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (١/ ٤٠٧)، و"تفسير الطبري" (٨/ ١٨٧)، و"التيسير" للداني (٩٥)، و "السبعة" لابن مجاهد (٢٣١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>