قال محمد تقي الدين في إعراب قوله تعالى سلام {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} وجوه أحدها ما ذكره وأحسن منه أن يقال سلام مبتدأ وسوغ الابتداء بالنكرة أمور منها العموم، وقولا مفعول مطلق لفعل مقدر، تقديره سلام. يقال لهم قولا، والجملة الفعلية في محل رفع، خبر المبتدأ، أما المعنى فهو أن الله سبحانه وتعالى يقول للمؤمنين السعداء: سلام عليكم، تكريما لهم وهم في دار كرامته ويقول للمجرمين الكافرين والمنافقين امتازوا اليوم أيها المجرمون انفردوا وتميزوا عن المؤمنين لتنالوا العذاب المهين، فالمجرمون ممتازون عن المؤمنين وليس ذلك من المدح في شي فقد يتميز الإنسان أو الشيء عن غيره بالحسن أو القبح أو السعادة أو الشقاء فإطلاق ممتاز للاستحسان من غزو اللغات الأوربية للغة القرآن نسأل الله أن يأخذ بيدها ويرد لها شبابها وجمالها، وقال صاحب القاموس وتميز القوم وامتازوا صاروا في ناحية، وفي التنزيل العزيز:{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} أي تميزوا وقيل انفردوا عن المؤمنين.
٥ - ومن الأخطاء الشائعة عند المذيعين والمعلمين إلا قليلا منهم كسر الجيم من جُدة وهي بضم الجيم مدينة معروفة على ساحل البحر الأحمر وهي فرضة مكة شرفها الله، قال صاحب القاموس والجُد بالضم ساحل البحر بمكة كالجدة، وجدة موضع بعينه منه، اهـ، نفهم منه أن الجُد بضم الجيم، والجدة بالضم أيضا اسم بساحل البحر بقرب مكة، وجدة موضع بعينه من ذلك الساحل.
قال محمد تقي الدين: - وهذه الكلمة من مثلثات اللغة العربية التي هي بحر زاخر بالألفاظ والمعاني والمراد بالكلمة المثلثة هي التي يتغير معناها بتغير حركة الحرف الأول منها فيكون لها إذا فتح الحرف الأول منها معنى وإذا ضم يكون لها