التي منع فيها العرب نفطهم عن بعض الدول ونقصوه وأغلوا ثمنه على الدول الأوربية وغيرها. وقد بحثت في معنى الطاقة فوجدت الفيروز أبادي يقول في القاموس: الطوق والطاقة، الوسع وقال بعد ذلك، الإطاقة القدرة على الشيء، وقال ابن منظور في لسان العرب: الطوق والإطاقة القدرة على الشيء، وقال الجمل في حاشية الجلالين عند قوله تعالى:{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}[البقرة: ٢٨٦] الطاقة، القدرة على الشيء اهـ. قال محمد تقي الدين: والطاقة اسم مصدر من أطاق يطيق، إطاقة كالعون من الإعانة، الطاعة من الإطاعة ومن ذلك يظهر لك أن تسمية الوقود أو ما ينشأ عنه من قوة (طاقة)، هو استعمال مولد والصواب أن يقال في النفط والغاز ونحوهما وقود لأن كل ما توقد النار به فهو وقود، ويقال للقوة الناشئة عن الوقود قوة فيقال مثلا هذه المركبة تسير بقوة الكهرباء أو بقوة النفط، لكن الطاقة إنما تقال فيمن له قدرة كالإنسان اهـ.
٢ - ويقولون إنهم يبحثون تسوية حول هذا الموضوع، وهو خطأ، لأن (سوى) يتعدى بنفسه، فذكر (حول) في هذا الموضع جهل. قال الله تعالى:{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} قال الجلال: أي قومه بتصوير أعضائه على ما ينبغي اهـ.
وقال الجمل في حاشيته، قال أبو السعود، سواه، أي عدله بتكميل أعضائه في الرحم وتصويرها على ما ينبغي اهـ.
وقد اختلف المفسرون في مرجع ضمير سواه، فقال بعضهم إلى الإنسان الأول وهو آدم وقال بعضهم يرجع إلى نسله، وقال الجمل في حاشيته عند قوله تعالى في سورة الانفطار:{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}[الانفطار: ٦، ٧] قال البيضاوي، التسوية جعل الأعضاء سليمة مسواة مهيأة لمنافعها اهـ.