وقوله: فإذا أراد اللغة وجب تقديمها فيقال (من كان عالما بلغة، أي لغة كانت) أنا لم أرد العلم باللغة، وإنما أردت العلم بنحوها ولو أردت العلم بها لما وجب تقديم الموصوف مذكورا، فقد تقدم ما يشفي العليل ويروي الغليل في جواز حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه بكثرة، وتقدمت الشواهد على ذلك، فمعنى كلامي من كان عالما بالنحو في أي لغة كيفما كانت، وهو واضح لكل ذي قلب سليم، وفهم غير سقيم.
١ - قال المعترض، وقال (ينتفع أهل الأرض بضوئها ودفئها وإنضاجها للثمار إلى غير ذلك) فكيف نصل (إلى غير ذلك) بالجملة، وهي لا تحتاج إلى (إلى) التي هي منتهى لابتداء الغاية، فلو قال (من ضوئها ودفئها إلى غير ذلك) لصح التعبير، فالصواب، العطف (غير ذلك) فتكون الجملة بضوئها ودفئها وإنضاجها للثمار إلى غير ذلك، اهـ.
أقول: لقد طاش سهمك في هذه أيضا، ومن قال لك إن (إلى) محصورة في انتهاء الغاية ولو درست كتابا من كتب النحو المتوسطة لعرفت أن لها معاني أخرى غير انتهاء الغاية فدونك ما قاله الأشموني في شرحه لألفية ابن مالك في معاني (إلى) لتعلم أن ريحك لاقت إعصارا، وأن الحق لا يعدم أنصارا.