ومثل آية البقرة، قوله تعالى في سورة الإنسان، رقم (٨){وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} أي مع حبهم له ولا يقال في خارج القرآن فلان يطعم الطعام المساكين بالرغم من حبه له أو بالرغم من قلة ما عنده منه.
٤ - ومن الأخطاء الشائعة في هذا الزمان في الصحف والإذاعات وعلى ألسنة الناس قولهم القطاع الزراعي والقطاع الصناعي ويضيفون إلى ذلك خطأ آخر فيجمعونه على قطاعات والمصدر الأول لهذه الكلمات، هي إذاعة لندن، ومنها سمعت ما يلي: والملونون في بريطانية يشكلون قطاعا كبيرا من عمال النقل فالقطاع عندهم يطلق على جماعة من الناس، يجمعهم عمل واحد ولم تستعمل العرب القطاع بهذا المعنى البتة، وسنرى ما يقوله أئمة اللغة، فقد وجدنا القطاع بكسر القاف يجيء مفردا، ويجيء جمعا فأما المفرد فقال فيه ابن منظور: والقِطاع والقَطاع، أي بكسر القاف وفتحها صرام النخل مثل الصرام والصِّرام والصَّرام بكسر الصاد وفتحها انتهى. قال محمد تقي الدين: وهو مأخوذ من القطع لأن الصارم يقطع العثاكيل، وهي في النخل بمنزلة العناقيد في الكرم، وهو شجر العنب، وأما الجمع، فقال فيه إنه جمع قِطْع بكسر القاف وسكون الطاء وهو السهم وما تقطع من الشجر، وقطع الليل طائفة منه والبساط والطنفسة تكون تحت الراكب، وضرب من الثياب الموشاة وقطيع الغنم أيضا يجمع على قطاع إلى غير ذلك من المفردات التي تجمع على هذا المعنى والقطع والقطعة والقطيع والقطع والقطاع طائفة من الليل تكون من أوله إلى ثلثه.
وقيل للفزاري: ما القطع من الليل، فقال حزمة تهورها أي قطعة تحزرها ولا ندري كم هي والقطع ظلمة آخر الليل، ومنه قوله تعالى:{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} قال الأخفش بسواد من الليل، والصواب