١ - ومن الأخطاء الشائعة في هذا الزمان في الإذاعة وعلى ألسنة الناس استعمال التصليح في معنى الإصلاح، ولم نجد ذلك في كتب اللغة ولا في القرآن الكريم الذي هو أساس اللغة العربية، أما القرآن فقد قال تعالى في سورة النساء {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء: ١١٤]، وقال تعالى في سورة الحجرات {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠]، وهو كثير في القرآن، وكله من أصلح، وأما كتب اللغة فقد قال صاحب القاموس (الصلاح) ضد الفساد كالصلوح، صلح، كمنح وكرم وهو صلح، بالكسر، وصالح، وصلح، وأصلح ضد أفسده، اهـ.
٢ - ومن العبارات المأخوذة من اللغات الأجنبية (الأوربية) التعبير عن علماء الدين برجال الدين وهو تعبير ظاهر الفساد لأن كل من كان له دين يدين به سواء أكان من العلماء بالدين أم لم يكن منهم فهو من رجال الدين، ورجال الدين عند النصارى هم أصحاب الرتب الدينية وهي متفاوتة عندهم كتفاوت رتب قواد الجيوش، فكما أن رتب قادة الجيش تبتدئ من ملازم وتنتهي في رتبة مشير فكذلك رتب رجال الدين عند طوائف النصارى، فعند الكاثوليكيين تبتدئ من أدنى قسيس يجوز له أن يؤم الناس في كنيسة وتنتهي في رتبة البابا، وعند