أن يقال بدل القطاع الزراعي، والقطاع الصناعي، القسم الزراعي والقسم الصناعي، وأن يقال بدل قولهم: الملونون في بريطانيا يشكلون قطاعا كبيرا من عمال النقل. والملونون في بريطانيا يؤلفون جماعة كبيرة من عمال النقل. والعرب تعبر بالجماعة والطائفة والفريق والجمع، ولا تعبر بالقطاع وكذلك تعبر بالأمة، قال تعالى في سورة الأحزاب رقم (١٣){وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} والطائفة هنا جماعة من المنافقين وقال تعالى في سورة الصف رقم (١٤)«{فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ}» وقال تعالى في سورة آل عمران رقم (١١٣){لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} وقال تعالى في سورة الأعراف رقم (٣٠){فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}.
٥ - ومن التراكيب الركيكة الفاسدة لفظا ومعنى، وهي استعمارية بلا ريب مأخوذة ترجمة حرفية من اللغات الأجنبية قولهم منحتهم السماء كذا وكذا فإسناد المنح إلى السماء فاسد عقلًا ونقلًا ولغةً، أما عقلًا فإن السماء لا تعطي ولا تمنع، وليست سببا في الإعطاء حتى يقال إن الإسناد إليها مجاز عقلي كما في قولهم أنبت الربيع البقل، وبنى الأمير المدينة، لأن السببية في هذين المثالين ظاهرة، أما قولهم منحتهم السماء فليس كذلك، والأوربيون ينسبون الأشياء إلى السماء في لغاتهم، ويدعونها ويستغيثون بها كما يفعلون مع الله تعالى، ومع المسيح وأمه، ومن العجائب التي تستنكرها عقول الموحدين وأذواقهم، أنهم إذا أصابهم فزع يهتفون قائلين: يا أم الله، ومقصودهم بذلك مريم الصديقة. فإذا قلنا لهم: إن الله لا أم له ولا أب، يشمئزون ويغضبون ولا يصلح أن يكون قولهم منحتهم مجازا عقليًا بالنسبة إلى المسلم لأن المسلم يعتقد أن السماء لا تمنح شيئًا وليست سببًا للمنح كما في