للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبخسه حقه، وينصب لنفسه عرشا يجلس عليه، ولم يدر أن من أم أن يرتفع بالباطل خفضه الحق، ولو أنه لم يجادل إلا فيما لا يعرفه، وقصر عنه فهمه لهان الخطب وما أحسن ما قال ذو الأصبع العدواني:

الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني

قوله (ولا تنفي الماضي إلا إذا كررت) باطل، فقد جاء الفعل الماضي في كلام العرب منفيا (بلا) غير متكررة، قال الشاعر:

ردوا فو الله لا ذرناكم أبدا ... مادام في مائنا ورد لوراد

قال العلامة المحقق أحمد بن أمين الشنقيطي العلوي في الدرر اللوامع شرح شواهد همع الهوامع للسيوطي بعد إيراد البيت المتقدم استشهد به على تعيين لماضي المنفي (بلا) للاستقبال، ذدناكم، كففناكم، وهو بالذال لا بالزاي، ولم أعثر على قائله، اهـ.

واستشهد به أيضا على ذلك ابن بونا في حاشية ألفيته، واعلم أيها القارئ الكريم أن المضارع في كلام العرب يأتي بمعنى الماضي في مواضع، وأن الماضي يأتي للحال وللاستقبال بشروط وقرائن ذكرها السيوطي في همع الهوامع شرح جمع الجوامع له، وذكرها ابن بونا في ألفيته، وأظن أن المعترض لم يسمع بهذين الكتابين، فضلا عن أن يدرسهما، وحسبه ما كتبه إمامه القسيس (انسطاس الكرملي) والقسيس بلو الفرنسي، فبهما يصول ويجول {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.

٤ - قال المعترض: وقال (بين غث وسمين، وكدر معين) ظانا أن المعين هو الصافي والرائق مع أنه الجاري، وقد يكون الجاري رائقا أو كدرا بحسب أرضه وجريته ومنبعه وعينه وما

<<  <   >  >>