واجبه نحو الله وواجبه نحو وطنه وواجبه نحو أبنائه وما أشبه ذلك، والصواب أن يقال فلان يؤدي حقوق الله الواجبة عليه وحقوق المواطنين، وحقوق الأبناء. وهكذا يقال في الكلام الفصيح عندما يقول من أحسنت إليه، لك علي فضل، هذا من حقك عليّ، هذا واجب لك عليّ، والكلمة التي أوقعتهم ترجمتها في هذا الخطأ في اللغة الإنجليزية مثلا Toward وفي كل من اللغة الألمانية والفرنسية كلمة تؤدي معناها، وأساليب هذه اللغات ونثرها ونظمها متقارب في الغالب، كما أن نظم العربية وأخواتها كالعبرانية والسريانية متقارب. وسبب وقوع مثل هذه الأخطاء، أن المترجم يكون متمكنا من اللغة الأجنبية، ضعيفا في اللغة العربية، يترجم كلمة بكلمة والمترجم الكامل يقرأ الجملة من اللغة التي يترجمها، ويستوعب معناها في ذهنه، ثم يصوغ لها جملة فصيحة في اللغة التي يترجم بها حتى إذا قرأ القارئ العربي كتابا مترجما، لا يشعر أنه مترجم حتى يُخْبَرَ بذلك، كما نرى في ترجمة ابن المقفع لكتاب كليلة ودمنة وترجمة البنداري للشاهنامة.
٣ - ومن الأخطاء الشائعة استعمالهم كلمة بالرغم أو على الرغم في غير موضعها فيقولون مثلا: حضر فلان الاحتفال بالرغم من كونه مريضا، أو بالرغم من كثرة أشغاله. والآن ندرس ما قاله الأئمة في استعمال الكلمة: قال صاحب اللسان: الرغم مثلثة الراء: الكره والمرغمة مثله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(بُعِثْتُ مَرْغَمَةً للمشركين) المرغمة: الرغم أي: بعثت هوانا وذلا للمشركين. ثم قال ابن الأعرابي: الرغم: التراب، والرغم: الذل، والرغم: القسر. وفي الحديث: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُه أي، ذل. وفي حديث معقل بن يسار: رغم أنفي لأمر الله، أي: ذل وانقاد، وتقول فعلت ذلك على الرغم من أنفه انتهى، وهذا الاستعمال الصحيح لهذا اللفظ إذا