قال ابن عقيل في شرح البيتين: إذا أريد إضافة شيء إلى بلد أو قبيلة أو نحو ذلك جعل آخره ياء مشددة مكسورا ما قبلها فيقال في النسب إلى دمشق دمشقي وإلى تميم تميمي وإلى أحمد أحمدي، شرح البيت الثاني: يعني أنه إذا كان في آخر الاسم ياء كياء الكرسي في كونها مشددة واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا وجب حذفها وجعل ياء النسب موضعها فيقال في النسب إلى الشافعي شافعي.
وكذلك إذا كان آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذفها للنسب فيقال في النسب إلى مكة مكي اهـ.
٦ - ومن ذلك استعمالهم المبادرة في الدعوة إلى مفاوضة أو عرض أمر وهذه لا تزال طرية لم يمر عليها زمن طويل فإن هذه اللغة الشريفة التي نكبت بأهلها وكانت لهم خير لغة وكانوا لها شر أهل لا تزال اللصوص تهجم عليها وتقتحم معقلها وتسطو على الألفاظ والتراكيب الأصيلة النبيلة فتميتها وتحل محلها ألفاظا دخيلة ذميمة سمجة ثقيلة، وقد قل ناصرها وكثر في أهلها المقلدون الإمعات الذين لا يسمعون كلمة من الإذاعة أو يقرؤون من كلمة في الصحف إلا بادروا إليها، وفرحوا بها وطفقوا يستعملونها دون أن يضعوها في الميزان ليتبين خالصها من الزيف. ونحن قد عاهدنا الله تعالى على أن ندافع عن لغة القرآن، ونصونها ونحافظ على جمالها وكمالها وسحرها الحلال، إلى أن نلقى الله تعالى ولا نبالي بمن بدل وغير، ولو بقينا وحدنا، وسنرى الآن معنى المبادرة في لغة القرآن ليعرف الحق من الباطل، والجالي من العاطل، قال في القاموس وبادره مبادرة وبدارا وابتدره وبدر غيره إليه يبدره عاجله، وقول أبي المثلم: