فرد عليهم الذين أوتوا العلم والإيمان بقولهم:{وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}[القصص: ٨٠] مما أوتي قارون من بهجة الحياة الدنيا وزينتها فلما رأوا ما حل به من الهلاك حين خسف الله به وبداره الأرض ندموا على ما فرط منهم كما حكى الله عنهم بقوله {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}[القصص: ٨٢] قوله سبحانه يبسط الرزق لمن: أي يوسعه لمن يشاء من عباده، ويقدر أي يضيقه على من يشاء من عباده، وقولهم شيء بسيط هو ترجمة للكلمة الأجنبية simple يراد به شيء سهل غير مركب غير معقد وأخذوا منه بجهلهم بسّطه بتشديد السين جعله بسيطا أي سهلا غير معقد أو قليلا أو حقيرا، وكل ذلك ضلال مبين.
٦ - ومن الأمثال العربية قولهم ليس الخبر كالعِيان بكسر العين ومعناه لا يستوي ما سمعته وأخبرت به وما رأيته بعينك وقد نظم هذا المعنى شاعر، فقال:
يا ابن الكرام لا تدنو فتبصر ما ... قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا
فالعيان، بكسر العين، هو المعاينة والمشاهدة أي الرؤية بالعين وكثير من المتكلمين بالعربية يفتح العين في العيان فتعمى الكلمة أي تفسد فإبصارها في كسرها وعماها في فتحها ومن كان عنده علم بقواعد العربية يدرك ذلك لأن العيان بكسر العين مصدر عاين ومثله المعاينة كقاتل قتالا ومقاتلة وجادل جدالا ومجادلة وحاسبه حساباً ومحاسبة، قال ابن مالك في الألفية:
لفاعل الفعال والمفاعلة ... وغير ما جر السماع عادله
٧ - ومن الأخطاء الشائعة بين المذيعين والقراء قولهم كسب فلان المعركة والسباق، بكسر سين كسِب، والصواب فتحها في