والقبح وبعضها لا يكاد يفهم، وقد أشرت إلى هذا المعنى فيما سلف فلا حاجة إلى إعادته، فإن قيل فما هو الصواب الذي يجب التعبير به بدلا من قولهم عاش أحداث الحرب وأحداث الأيام، فالجواب أنه ينبغي أن يقال شاهد أحداثها فهو شاهد عيان لها.
٣ - ومن الألفاظ الدخيلة قول بعضهم (بذل فلان كل الجهود لبلورة الشخصية الإفريقية)، وهو مصدر قولهم بلور المخترع، واخترعوا له أيضاً فعلاً مطاوعا وهو تبلور وهذه الألفاظ لا وجود لها في اللغة العربية التي يعرفها العرب وهي مأخوذة من اللغة الإنكليزية يقينا، وهذا نص ما في المعاجم الإنكليزية to cry Staliti، بلور Tobecry Stalized تبلور، crystaloralass الزجاج، flintglass بلور صخرى، وقال صاحب المنجد: تبلور وتبلر، صار شبيها بالبلور، البلور والبلور نوع من الزجاج جوهر أبيض شفاف، (فارسية) وقد ظهر أن هذه الألفاظ الثلاثة البلورة، وفعلها بلور والتبلور وفعلها تبلور، هذه الألفاظ الأربعة لم تستعملها العرب في ما نعلم من كلامهم، ويمكن أن يقال إن سلمنا لك أن العرب لم تستعملها تكون دخيلة أو مولدة والدخيل والمولد كثير في استعمال المحدثين وإن لم تستعمله العرب فما المانع من استعماله؟ والجواب إن الأشياء التي حدثت بعد زمان العرب من الأعيان والمعاني يجب علينا أن نبحث لها عن ألفاظ تدل عليها وما يناسبها من العربية، أو نقبل أسماءها الأعجمية ونمزجها بالألفاظ العربية كما فعل العرب الأولون حين أدخلوا كثيرا من الألفاظ اليونانية والرومية والفارسية، أما الأشياء التي كانت موجودة في زمان العرب ولها ألفاظ تدل عليها في لغتهم فلا يجوز أن نعدل عنها إلى ألفاظ نترجمها ترجمة حرفية ونشوه بها لغة القرآن حتى تفقد جمالها وبلاغتها، فما المراد بالشخصية