للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإفريقية؟ وما المراد ببلورتها؟ هذان لفظان مبهمان لا يمكن فهمهما إلا إذا رجعنا إلى اللغة الأجنبية، التي أخذا منها، وقد رجعنا فعلا إلى اللغة الأجنبية فوجدنا معنى بلورة الشيء، أن يجعل شبيها بالبلور، والبلور من الجواهر، ولكنا تحيرنا في معنى الشخصية الإفريقية مع معرفتنا لأصلها باللغة الأعجمية وهو personality والظاهر أن الكاتب يريد بالشخصية القوة والعظمة والشرف وعلو المنزلة في أعين الدول

الأخرى، ويريد بالبلورة الرفعة والترقية والتقوية والسعي في سمو المنزلة وعلو المكانة، والألفاظ التي تدل على هذه المعاني وافرة في اللغة العربية فلا حاجة بنا إلى استعمال ذينك اللفظين المولدين اللذين على ما فيهما من الركاكة معناهما غامض لا يعرف إلا بمراجعة اللغة العجمية.

٤ - (على ما أعتقد) هذه العبارة مأخوذة من اللغة الإنكليزية بترجمة فاسدة فإن لفظة Believe، تدل على الاعتقاد وتارة على الظن، والقرينة هي التي تميز بينهما فذكر هذه الكلمة إذا تجردت عن القرينة لا تدل إلا على الظن الغالب، أو المستوى الطرفين ولا تدل على اليقين، وقد أخذها عامة الكتاب فأساءوا استعمالها. فإن لفظة أعتقد في اللغة العربية، تدل على الجزم فتقول مثلا أنا أعتقد صحة هذا الخبر، وأعتقد أن الإسلام حق وأن الله واحد ومن ذلك سمي ما يؤمن به المرء مما يجب لله تعالى من صفات الكمال وما يجب للرسل عليهم الصلاة والسلام من الصدق والتبليغ والأمانة والتنزيه عن النقائص التي لا تليق بمقامهم العالي، سمي كل ذلك عقيدة وأظن أنها فعيلة بمعنى مفعولة كالذبيحة والنطيحة بمعنى المذبوحة والمنطوحة لأن القلب قد عقدها وأحكم توثيقها فإن قيل عهدناك في مثل هذه المعاني تفْزَع إلى لسان العرب، والقاموس، وتحتج

<<  <   >  >>