هذه العبارة، وما أشبهها من المصائب الاستعمارية اللغوية التي نكبت بها اللغة العربية: والأصل في ذلك أن (قاتل) في اللغة الإنكليزية والألمانية من الأفعال اللازمة التي لا يتعدى فعلها إلى المفعول به إلا بحرف، وهو في الإنكليزية against وفي كل من الألمانية والفرنسية لفظ يقابله يتعدى به الفعل إلى مفعوله: والمترجم الجاهل هو الذي يضع مقابل كل كلمة من اللغة التي يترجمها كلمة تقابلها من اللغة التي ينقل إليها المعنى، ولم يدر أن (قاتل) في اللغة العربية فعل متعد بنفسه لا يحتاج إلى حرف. قال تعالى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا}[البقرة: ١٩٠].
وقد شاع ذلك التعبير الفاسد، كقولهم مثلا (أمريكا تقاتل ضد فيتنام الشمالية). وإذا نظرنا في هذه الجملة بعين الناقد البصير الذي يدري ما يقول، نجدها تدل على ضد ما يريده قائلها، وتعكس مراده، لأن الضد هو العدو.
قال صاحب اللسان: الضد كل شيء ضاد شيئا ليغلبه. اهـ.