والقول الذي حكاه بصيغة التمريض هو الصواب الذي يستحق التصدير، أي أما ترى مكان سهيل حال كونه طالعا، وقد قلد الصبان العيني، وقلده كذلك الخضري في حاشيته على ابن عقيل، والعيني إمام محقق في علوم العربية، لا في علوم الدين، ولكنه غير معصوم، وخطؤه في هذه المسألة ظاهر.
وقيل سهيل مرفوع على الابتداء، وخبره محذوف تقديره موجود، فلا شاهد فيه، على إضافة حيث إلى المفرد. وهناك شاهد آخر على إضافتها إلى المفرد لا أريد أن أطيل بذكره.
وجزم ابن هشام في (المغني) أن حيث قد تدل على الزمان، واحتج على ذلك بقول الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك ... الله نجاحا في غبر الأزمان
أما أئمة اللغة جعلوا استعمالها للزمان خطأ، وخصصوها بالمكان. قال في القاموس:(حيث) كلمة دالة على المكان كحين في الزمان، ويثلث آخره: اهـ وقد تقدم ذلك مبسوطا.
وجُهَّال هذا العصر يطلقون العلماني على ما بني على العلم من العقائد والأفكار المضادة للدين، فيقولون: دولة علمانية، أي لا تنتسب إلى أي دين، بل تعتمد في شؤونها على العلم، وهي جديرة بأن تسمى جهلية، لأن الدين هو المبني على العلم اليقيني، ولسنا بصدد انتقاد هذا اللفظ من حيث المعنى، فإنه ساقط، وقد تبين في مقالات: دواء الشاكين وقامع المشككين أن السواد الأعظم من العقلاء الأحرار الذين يستطيعون أن يعبروا عما يعتقدون بلا خوف، يؤمنون بالله وبالدين.